صـــــــفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016
المدينة العتيقة ومعالمها التاريخية
أحدثــت ولاية صفاقس حسب الأمر المؤرخ في 21 جوان 1956. تـقع بين الساحل والجنوب التونسي ويحــدها شرقــا البحــرالأبيــض المتوســط وشمــالا ولايــة المهديــة وغربــا ولايتــي سيــدي بوزيد والقيــــروان وجنوبا ولايــة قابــس. تبلغ مساحتها 7569 كم2 تمثل 4,6 % من المساحة الجملية للبلاد. وهي مدينة ثرية بتراثـها المعماري المتعـدد في شكل المدينـة العتيقـة وبتنـوع مشهـدها الحضري.
تقع صفاقس في أرض منبسطة تربط بين الساحل والجنوب على ساحل البحر عند خليج قابس شمالا، امام جزر قرقنة، وعلى بعد 270كم من جنوب شرقي تونس العاصمة. قديما كانت تمثل طريق القوافل الساحلية نحو الشرق وافريقيا السوداء كما ورد في بعض المراجع التاريخية. تحدث عنها ابن خلدون في كتاب العبر خلال انتقال المعز لدين الله الفاطمي الى القاهرة قائلا ” وارتحل بريد القاهرة سنة اثنتين وستين ورجع عنه بلكين بن زيري من نواحي صفاقس فنزل قصر معد بالقيروان واضطلع بالولاية”. كما ذكرها ادوارد راي الذي زار صفاقس سنة 1294 هـ/ 1877م عندما كتب ” لم تمض سوى سبعة وعشرين عاما حين كانت القوافل تسير بصفة معتادة من تنبكتو والدواخل وتمر بسوسة وصفاقس لتصل الى تونس في يونية من كل عام تحمل العاج والتبر وريش النعــام”، وذكر ايضا “وما ان دلفنا من احد ابواب المدينة حتى اضطررنا الى ان نفسح المجال لاحدى القوافل المسافرة. وتقوم القوافل في توزر من بلد الجريد عدة اسابيع ثم تمر الى نفطة وتبسة بالجزائر، تحمل البضائع الانقليزية، وتعود بالبلح والصوف والاغطية… اما قوافل غدامس فلم تعد تخرج ولعل ذلك يرجع الى سياسة الباي والقيود على تجارة الرقيق”.
نستنتج من ذلك ان طرق القوافل التجارية التي كانت تربط مدن الغرب ومصر وافريقيا السوداء بالواحات التونسية وطرابلس تمر ضرورة عبر صفاقس مما ساهم في توسع المدينة وتطورها الحضري والحضاري. وقد اسندت عديد التسميات لهذه المسالك التجارية كــثنية الداير وثنية تونس وثنية تنيور وثنية قرمدة وثنية العين وثنية عطية وحول هذة الطرق توسعت المدينة على شكل نسيج عنكبوتي نقطة انطلاقه المدينة العتيقة.
تنقسم صفاقس المدينة الى ثلاثة أجزاء :
* المدينة الأوروبية المعروفة بباب بحر من الجهة الشرقية التي تتميز بالمباني الفرنسية والإيطالية القديمة وبعض العمارات المبنية حديثا ومن أهم شوارعها شارع الرئيس بورقيبة وشارع الهادي شاكر المتاخم لساحة باب الديوان وشارع على بلهوان وشارع فرحات حشاد وشارع 18 جانفي وشارع الجزائر وشارع الجيش وشارع 5 أوت.
* المدينة الجديدة أو صفاقس الجديدة وتعرف في صفاقس بالناصرية وهي حي تجارى سكني عصري يتميز بانعدام المساكن الأفقية وكثرة الأبراج ومن أهم شوارعها شارع الشهداء وشارع الرابع عشر من جانفي (الحرية) وشارع قرطاج (بداية طريق قرمدة) وشارع مجيدة بوليلة الذي يعتبر كشريط حزامي وشارع بنزرت (جزء من الطريق الوطنية رقم 1) وهو شبه طريق سريعة (طريق واسع) يربط المدينة القديمة بالمدينة الجديدة.
كانت المدينة تجمعا سكنيا متواضعا محاطا بسور في شكل مستطيل يمسح 24 هكتارا يتوسطها المسجد الجامع. تـأسست في منتصف القرن التاسع الميلادي على يد علي بن سالم البكري الوائلي جـدّ أبي إسحاق الجبنياني، بأمر من الأمير أحمد بن الأغلب. وقد ذكرت صفاقس في عديد المصادر والمراجع التاريخية ولعل اول من وصفها هو ابن حوقل في القرن العاشر ميلادي وابو عبيد البكري وغيره من الجغرافيين والرحالين في القرن الحادي عشر.
كما وصفها محمود مقديش الصفاقسي في نزهة الانظار بأنها كانت في بدايتها محرس من المحارس، وبرجا في موقع قصبتها وصفه قائلا “صار مجلبة للسكان والتجار حوله حتى امر الامير أحمد بن الاغلب ببناء سور من الطوب على ما اجتمع من المساكن والفنادق والسوق” فالمدينة تكونت انطلاقا من تجمع كني تكون حول الرباط. لكن الابحاث الاثرية في القصبة كشفت عن وجود جامع “جامع الرباط” من طراز الجوامع التي نجدها داخل رباطات افريقية لكن التخطيط الهندسي المنظم المشابه للمدن الاسلامية يستبعد نظرية ان اساس المدينة تجمع سكني عفوي.
خلال القرن الحادي عشر ميلادي ومع بداية الزحف الهلالي على افريقية وتفكك الدولة الزيرية استقل حمو بن مليل البرغواطي بصفاقس وانشأ دويلة حوصرت فيما بعد من طرف الأعراب الهلاليين المرابطين في السباسب المجاورة وتسببت لها في حروب دامية مع المهدية انتهت باحتلالها من طرف تميم بن معز. خلال هذه الحروب هاجر يهود صفاقس الى صقلية مما أدي بالصفاقسية الى مسك تجارتهم كما جاء في نص روجي لوتورنو” لا أعرف مدينة من المدن التجارية في شمال افريقيا بقيت تجارتها بصفة عامة في يد المسلمين غير مدينة صفاقس”. و في القرن الثاني عشر وصفها الادريسي في نزهة المشتاق “هي مدينة قديمة عامرة، بها اسواق كثيرة وتجارتها شاملة … وهي لان معمورة وليس مثل ما كانت عليه من العمارة والاسواق والمتاجر في الزمن القديم”. الى ان احتلها النورمان سنة 543هـ /1149م وقد ذكر محمود مقديش في حديثة على مقاومة الصفاقسيين للنورمان انهم “جعلوا صهريجا تحت الارض شرقي المسجد الاعظم في صورة مخزن للماء…” الى ان خلصها عمر الفرياني بن ابي الحسن سنة 551 هـ/1156م وهو ابن ابو الحسن الفرياني احد شيوخ البلد وأصلحهم الذي توفي رهينا في صقلية وبني له مقاما خارج السور اعترافا بصلاح أعماله.
عرفت صفاقس ايام الدولة الحفصية عديد التغييرات السياسية حيث تداول على قيادتها العدد من القادة منهم يحي بن غاية الميورقي والمدعي ابي عمارة أحمد بن مرزوق والمستنصر الثاني ثم بنو مكي الذين تمكنوا من حكم المدينة مدة طويلة (625-797هـ / 1228 – 1393م) تحت ولاء الحفصيين الى ان استقلوا. وقد كانت انذاك مدينة منزوية داخل سورها كما وصفها ليون الافريقي المعروف بالرحالة الحسن بن محمد الوزان الزياتي ” هي مدينة كبيرة، تتمتع بسور ضخم شاهق، لكنها اليوم لا تضم الا ما بين ثلاثمائة واربعمائة اسرة، وعدد الدكاكين فيها قليلي جدا نتيجة استغلالها من طرف الاعراب وسلاطين تونس. يشتغل سكانها بالحياكة والملاحة والصيد البحري … وهم رديئوا اللباس ومنهم من يسافر على متن السفن للتجارة مع مصر وتركيا”. ومنذ ذلك التاريخ عرفت صفاقس انطلاقة جديدة منذ بداية القرن السابع عشر من خلال تزايد نشاطها التجاري مع الشرق وامتلاك الاراضي الفلاحية الجديدة. ويعتبر الشيخ علي النوري الرائد الاول لنهضة صفاقس العلمية والاقتصادية.
في القرن الثامن عشر سلكت صفاقس سياسة الحذر بين المتنافسين على السلطة خلال الفترة الباشية الحسينة مما لم يمنعها من ممارسة أعمالها الاقتصادية وأنشطتها التجارية والفلاحية بكل أريحية بتشجيع من امراء وكبار الدولة واصحاب رؤوس الاموال وذلك بالرجوع الي السياسة العامة التي سلكها الباي علي بن حسين وابنه حمودة والوزير يوسف خوجة صاحب الطابع. لكن مع اندلاع ثورة 1864 ثورة علي بن غذاهم على سياسة الباي السلبية وتضخم الضرائب اعلنت صفاقس ثورتها بمساندة عروش المثاليث واعلنت ولائها للسلطان العثماني. لكن في سنة 1865م خمدت الثورة واعادت ولائها من جديد للباي وكانت انذاك تدفع الضرائب في شتى معاملاتها مما انهكها اقتصاديا.
وخلال الاحتلال الفرنسي للمدينة شهدت صفاقس تحول عمراني واقتصادي وثقافي سريع حيث ظهرت المدينة الحديثة اوالاروبية خارج السور انطلاقا من الربض القبلي وبني الميناء التجاري وكثرت الصناعات التحويلية الحديثة وتوسعت غابة الزيتون توسعا كبيرا. ومع انطلاق الشرارة لمقاومة للاستعمار شاركت صفاقس بنخبة من ابنائها امثال الهادي شاكر وفرحات حشاد واستجابت لنداء الوطن. وفي نوفمبر 1955 غداة الاستقلال احتضنت صفاقس المؤتمر الوطني للحزب الحر الدستوري لاعلان الاستقلال الداخلي كمرحلة الى الاستقلال التام.
أفرز هذا التعاقب التاريخي الثري على المدينة تطورا للنسيج العمراني والسكني للمدينة العتيقة وحافظت على جوهرها المعماري التقليدي ومعالمها الاصلية التي منها امتدت الاحياء السكنية والتجارية التي جعلت من صفاقس من أجمل المدن التاريخية الإسلامية بالمغرب العربي فهي القلب النابض لصفاقس بسورها، وأبوابها، وجوامعها، ومنازلها، وأنهجها، وأسواقها. وعلى هذا الاساس اختيرت لتكون عاصمة للثقافة العربية لسنة 2016. كما أنها من بين المدن التاريخية التي وقع إدراجها بالقائمة التمهيدية للتراث العالمي ضمن منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو».
المدينة العتيقة : تتخذ المدينة شكل مربع مستطيل صوله 600 م وعرضه 400م حسب مثال مستقيم متعامد المسالك متلائما مع طبوغرافية الموقع، فقد شيدت المدينة فوق ربوة عالية يشقها خط منخفض من الشمال الى الجنوب يتمثل اليوم في نهج الجامع الكبير محور المدينة.
يحيط بالمدينة سور مرتفع رمم عديد المرات دون ان يفقد تصميمه الأصلي، وهو يتكون من شرفات ومحارس ورباطات وابراج دفاعية. وقد بني في فترة حكم الأمير الأغلبي ابي العباس محمد إبن الأغلب على يد القاضي علي بن سلم البكري بين سنتي 234 هـ / 236 هـ (849م و 851 م). ووقع تجديده في عهد الأمير ابي إبراهيم أحمد إبن الأغلب. هندسته عربية إسلامية، أسواره الشاهقة تحمي المدينة من الأخطار الخارجية ويتصل بالعالم الخارجي ببابين رئيسيين هما باب الجبلي وباب الديوان وهما الأقدم تعلوهما منقوشات حجرية تذكر تاريخ انشائها وبانيها. أما عدد الأبواب اليوم فهو 12 باباً.
تقع القصبة في الرّكن الجنوبي الغربي للمدينة العتيقة وقد كانت رباطا في أول أمرها وأصبحت منذ تأسيس المدينة مركز الحكم ومقرا للوالي ثم أصبحت في عهد الدولة العثمانية أي في أواخر القـرن16، مقـرا للجيــش وهـي تحتضن اليوم متحف الفن المعماري التقليدي. وقد سبق إنشاؤها إنشاء السور والمدينة، وهي بمثابة برج مراقبة شيّده الأغالبة على الساحل. وقد أنشئت القصبة مباشرة على البحر قبل أن ينحسرعنها بعد قرون من بنائها، وتكوّنت من برجين عاليين لمراقبة البحر والتّواصل مع الأبراج المحيطة بها عبر الإشارات النارية وفيها مسجدين الجامع العلوي الذي أصبح معرضا للمنشآت الدّينية والجامع السفلي. في وسط السور الشرقي للقصبة نجد رباط سيدي خنيفر الذي بني في القرن 15م في شكل سداسي الظلاع ذو زوايا اسطوانية صغيرة الحجم. يتكون من حجرة سفلية تحتوي قبر المرابط الشيخ سعيد خنفير وحجرة علوية كانت تستعمل للمراقبة. في الركن الجنوبي الغربي وفي رباط القصبة نجد متحف العمارة التقليدية.
تلج للقصبة من خلال أبواب وهي أربعة، باب الديوان، وباب القصبة، والباب الغربي والباب الشرقي. يعتبر الباب الجبلي وباب الديوان اقدم ابواب المدينة العتيقة. يقع الباب الجبلي شمال المدينة يفتح على محطقة القوافل قديما واليوم على محطة الحافلات. فتح في عهد بناء السور سنة 859م، وهدم بعد الحرب التي شنها السلطان الحفصي على صفاقس، وأعيد بناؤه في مكانه الحالي سنة 1419م، ثم جدد سنة 1756م وسنة 1809م. اما باب الديوان فهو جنوب المدينة يفتح على المرسى قديما واليوم على المدينة العصرية أطلق عليه باب الديوان في العهد الحفصي. ويسمى اليوم باب البحر بني سنة 859م
وسمي كذلك لأنه كان يفتح مباشرة على البحر. بقيت المدينة قرونا ببابين فقط حتى أواخر القرن19. واثر الاحتلال الفرنسي فتحت الأبواب الأخرى وصلت لاثني عشر بابا منها :
- باب فرنسا وهو الباب الثاني على اليمين من باب الديوان متوسطا البابين الكبيرين، فتح سنة 1906احتفالا بقدوم الوزير الفرنسي ديلكساي إلى صفاقس.
- البابان الكبيران بين باب فرنسا و باب البحر، وبين باب فرنسا والسور، فتحا مباشرة بعد الاستقلال.
- الباب الجبلي الجديد فتح سنة 1910، سمي كذلك بباب محمد الصادق الجلولي و يتكون من بابين متجاورين.
- باب برج النار يقع بآخر السور الجنوبي شرقا، به نحو 30 درج، فتح سنة 1902.
- باب القصبة سمي ايضا باب الجديد أو باب سيدي الياس فتح أواخر القرن 1م، جدد سنة 1960، وفتح بجواره باب آخر.
- باب القصربقع بالسور الشمالي غربا وآخر نهج القصر شمالا.
- باب نهج الباي يقع بآخر السور الشمالي شرقا بين نهج الباي والأسواق الجديدة .
- الباب الغربي يربط بين المدينة العتيقة وحي بيكفيل، فتح سنة 1960، ويتكون من فتحتين غربية وشمالية
- الباب الشرقي فتح سنة 1960، و يقع بآخر نهج الدريبة، ويفتح على شارع الجيش.
يمثل الجامع الكبير قلب المدينة المسورة وقد كان النواة الاساسية في تخطيطها، شيد سنة 245 هـ/359م في زمن الامير احمد بن الاغلب.
عرف الجامع تطورات عديدة فرضتها الحركة الديمغرافية والاحداث السياسية، وأهمها التطورات التي وقعت في العصر الزيري وبقي لنا منها الصومعة والمحراب والواجهة الشرقية، وكذلك التطورات التي وقعت في القرن الثامن عشر وشملت توسعة بيت الصلاة من جهتها الغربية فصارت تتكون من شقين متلاحمين يحيطان بالصحن من جهته الجنوبية والغربية. وتمتاز الواجهة الشرقية للجامع بتسلسل طريف للاقواس تعلو الابواب والنوافذ كما تتخلله زخارف وشواهد تاريخية تعود للقرن العاشر والحادي عشر ميلادي. تعلو بيت الصلاة قبة هندسية جميلة ويتوسط الجدار القلب شمالا المحراب الذي وقع بناؤه سنة 1172 هـ / 1758م محلى بزخرفة هندسية وكتابات بخط كوفي، أما صحن الجامع فتحيط به أروقة من جهاته الاربع حيث يوجد بالجنوبي والغربي منها عشرة أبواب خشبية واسعة ومرتفعة تسمى أبواب البهور وتفتح كلها على بيت الصلاة وتتحلى بنقوش هندسية ونباتية دقيقة مستوحاة من الفن الشرقي وتتحلى بكتابات تخلد ذكر النجارين الذين تفننوا في صنعها. وفي الركن الشمالي الغربي للصحن ترتفع المئذنة التي تشبع مئذنة جامع عقبة وهي هرمية الشكل وتتكون من ثلاثة أجزاء تتحلى في جزئين منها بشرفات مسننة وكتابات كوفية وزخرفـة نباتية وهندسية متنوعة الاشكال.
جامع سيدي بوشويشة وينسب هذا الجامع الي علي أبي شويشة من احفاد الشيخ على الكراي من رجالات القرن الرابع عشر. ويتكون الجامع من بيتي صلاة الاولى قديمة ذات هندسة بسيطة تحتوى زخارف زيرية وحفصية. والبيت الثانية اسست حديثا سنة 1683م لها مميزات المعمار الصفاقسي الذي عرف خلال القرن 18 م. ويتميز بواجهته الشمالية المزخرفة والحاملة لنقائش من الكذال نقش عليها تاريخ بناء الواجهة بخط بعضه كوفي والاخر مغربي مشوش سنة 1682م.
جامع سيدي إلياس يحتلّ الرّكن الشّمالي من ساحة القصبة وتحيط به أربعة أنهج. كان في أوّل هندسته يحتوي على بيت صلاة تقع بصحن يحيط به من الجهة الشّرقيّة والجنوبية أمّا الجهة الغربيّة فكانت مقبرة ويجاور بيت الصّلاة جنوبا قبّتان صغيرتان. نقش على منبره أنّه صنع في شهر ذي الحجّة 1411 هجري . وقد ادخلت عليه جمعية الاوقاف في ذلك التاريخ إصلاحات. وفي سنة 1960 ميلادي، قامت جمعية حفظ المقابر الإسلامية بإصلاحه وإدخال المقبرة الغربية لبيت الصلاة ، أما مئذنة الجامع حفظت على طابعها الخاص. فهي لا تشبه مأذن جوامع صفاقس الأخرى، وفي واجهة هذه المئذنة الجنوبية لوحة من الرخام تذكر تاريخ تأسيس الجامع في العهد الحفصي نقش عليها هذا النص “بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد النبي الكريم وعلى اله وسلم افضل التسليم. واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين / هذا ما امر به القائد الاجل المعظم الاكمل ابو عبدالله محمد ابن المقدس المرحوم … الخير حفظه الله اواسط شهر المحرم عام اثنين وخمسين وثمانمائة 852هـ”. اغلقت أبواب هذا الجامع اليوم منذ سنة 2012.
مسجد سيدي علي الكراي يقع بجهة الباب الجبلي، ينسب لسيدي علي الكراي الذي انشأ زاوية عبارة على مدرسة مالكية وتتلمذ عليه العديد من شيوخ صفاقس. وهو من بين أشهر علماء صفاقس حيث قضى حياته في نشر العلم وخدمة الدين إلى أن توفي تقريبا سنة 1470م.
جامع سيدي عمر كمون يقع بنهج برج النار جوار السور الجنوبي كان في الاصل زاوية اسسها سيدي عمر كمون سنة 1630م ثم اضيفت لها المئذنة سنة 1659م. وتمتاز بطابعها المعماري الفريد الرباعي الاضلاع ومزركش بنقوش واقواس واعمدة.
مسجد العجوزين يقال إن مكان هذا الجامع كان منزلين لامراتين مسنتين لم تنجبا ذرية فاتفقتا على تشييد منزلهما مسجدا للصلاة فلذلك سمي مسجد العجوزين وما يدل على ذلك تصميمه. لقد كان به صحنان شرقي وغربي وهو تصميم غريب في بناء المساجد لو لم يكن أصله منزلين. وفي عقود أوقافه يطلق عليه مسجد العزوزين (باللهجة المحلية).
مسجد سيدي بلخير يقع في أحد أزقة المدينة العتيقة وابوابه مغلقة.
وتعتبرالاسواق القلب النابض للمدينة العتيقة بكونها تلتف حول الجامع الكبير من الجهة الشرقية خاصة. نجد الاسواق المسقوفة وأخري سماوية تربط بين الباب الجبلي وباب الديوان. نذكرمنها سوق الصاغة، سوق الكامو، سوق الطعمة، سوق الفرياني، سوق الصباغين، سوق الحدادين، سوق الجمعة، وسوق الأسماك. ويعتبر سوق الربعمن أعظم أسواق مدينة صفاقس تاريخا ونشاطا. يسمّى ايضا “سوق الرّهادرة” على غرار سوق مماثل بالقيروان (الرهدار في اللغة الفارسية هو بائع القماش). ويعود اصل التسمية بـــ”الرّبع” لعلوّ دكاكينه عن الأرض بنحو المتر وجلوس التّجّار فيها متربّعين. يرجع تاريخ إنشاءه إلى العهد الأغلبي. وقد تغيّر طابعه الأوّل مرّات عديدة. وهو يتكوّن من صفّتي دكاكين متلاصفة ومتقابلة ومسقّف “قبوا ” بالحجارة والجير على أقواس ويربط بينه وبين سوق البلاغجيّة (العقبة) قيسارية شرقي، كانت تسمّى “فرخة”، لها بابان أحدهما وسط السّوق والثّاني بسوق “العقبة وسوق الرّبع يتفرّع عنه شرقا “الرّبع الواسع” وغربا “الرّبع الضّيّق” وهما اليوم نهج العـطّارين و”الرّبع الضّيّق” كان في القديم يتكوّن من عدّة مخازن لعلف الدّوابّ آلت فيما بعد إلى النسّاجين ثمّ إلى تجّار الأقمشة والملابس الجاهزة القطنية والحريرية “السفساري”. اختصّ تجّاره في الأنسجة الصّوفية المعروفة بـ”اللفة” مثل الأغطية والبرانس والعجارات والزّربية والمرقوم ونحوها. والرّبع “اللوطاني” أي الأسفل جنوبا فهو خاص بالشّاشية، “الكَبُّوس” والعمائم والأحزمة الحريرية وبعض أنواع الأقمشة مثل الشّرقي والشّاهي والملف والمحروقي والشّملة الجربية والجزائرية.
الدور والفنادق
ذكر الشيخ محمود مقديش في نزهة الانظار “كانت ارض صفاقس ربوة نزل بها قوم يقال لهم الاعشاش واخرون يقال لهم النواولة وأنشأوا اخصاصا من خوص يسكنون فيها ويتمعشون من صيد البر والبحر واتخذوا في مكان القصبة الآن محرسا وبني البرج الاحمر المحاذي لسيدي جبلة وصارت ارض صفاقس محرسا من المحارس وأنشئت عدة قرى حواليها بساحل البحر وكانت متصلة ببعضها متقاربة وصار اهل هذه القرى يأتون كل يوم جمعة ويقيمون في سوق صفاقس يوما كاملا كما هو موجود الان ببعض المدائن واتخذت فيها فنادق لحفظ دواب الواردين اليها وامتعتهم وكثر الواردون حتى صار يأتي اليها من البحر اهل قابس وجربة وقرقنة فاحدثت اذ ذاك مرسى لهؤلاء القادمين وتحسن العمران وظهرت الرفاهية على اهلها وانشأوا مساكن وكثر النازلون بها حتى كان زمان ابي ابراهيم احمد بن الأغلب رحمه الله احد ملوك الدولة الاغلبية ولما رأى هذا الامير صفاقس وما فيها من السكان امر علي بن سالم جد سيدي ابي اسحاق الجبنياني ببناء سور مدينة صفاقس من الطوب على ما اجتمع من المساكن والفنادق فصارت اذ ذاك صفاقس مدينة بسورها لا سوقا من الاسواق وكان بناء هذا السور سنة 245 هجرية”.
يكتشف المتجول في شوارع الاحياء السكنية في المدينة العتيقة مسالكها المختلفة منها الضيقة والمنعرجة والواسعة نسبيا ويسمى الواحد منها زنقة او شارع او سكة او زقاق، ومرا اذا حاذت السوق من الداخل وسباطا ان كانت مسقوفا.
على جوانب هذه المسالك والازقة نجد الدور والمنازل الصفاقسية العتيقة التي تتميز بصغر مساحتها وتناسق معمارها، وهي لا تختلف كثيرا عن دور مدينة تونس العتيقة. يتكون المنزل الصفاقسي من بيوت نوم وبيت الاستقبال والمطبخ والحمام والمطهرة وبيت المونة وبعضها تعلوه طوابق أو العلي. اذ نجد السقيفة التي تنتهي برواق او برطال مرفوع على اعمدة واقواس من الرخام او الكذال، ويشرف على ساحة المنزل او الوسطية التي تحيط بها الغرف التي تكون مستطيلة الشكلات اسقف خشبية مزخرفة ذات زركشة هندسية ونباتية ملونة. وفي احد جوانب الغرفة ينتصب سرير النوم ذو واجهة خشبية منقوشة ويكون مرتفع تحاذيه مقصورة صغيرة تستغل لحفظ الاثاث والملابس. في بعض الغرف نجد زاوية مربعة تقابل الباب الغرفة تسمى التثليثة او القبو ذات مقاعد خشبية مستطيلة تقوم بدور بيت الاستقبال. وتعلو بعض المنازل طوابق وتعرف بالعلى يصعد اليه من مدخل يوجد في السقية او احدى زوايا المنزل. وتتحلى واجهات الاعلية بابواب ونوافذ من الحديد المشبك المزخرف. ويتميز المنزل الصفاقسي بتنوعه وزخرفته البديعة من نقس وزركشة على الخشب واعمدة الكذال والجبس وكذلك الجليز الذي يغطي الجدران الداخلية.
الي جانب السكن كانت منازل مدينة صفاقس تلعب دور اقتصادي هام فقد كانت مركز انتاج وتخزين. وكانت النسوة يقمن بغزل الصوف ونسجه في البيت لصنع الغطية والمنسوجات كالبرنس والكدرون وما تزال الكوة التي ينزل منها المغزل الى اسفل الدهليز موجودة في اغلب المنازل. ولم يخلو منزل صفاقسي من مخزن مملوء بالسلع والبضاعات المحلية والمستوردة. ومن اشهر الدور الصفاقسية التي حافظت على عراقتها نجد :
- دار السماوي تقع بنهج بن قدور، وتمتاز عن الدور الاخرى برواق منفرد يمتد امام مدخلها، لا يوجد مثيله الا بدور القاهرة. تمتاز هدوه الدار بسقيفة معقوفة تؤدي الى برطال ذو جناحين متوازيين، ومنه الى الصحن الذي تلتف حوله غرف السكن وللدار اسطبل يميزها عن المنازل الاخرى وتعتبر هذه الدار من اجمل دور صفاقس هيكلة وزخرفا. وتنم عن ثراء اصحابها الذي قد يرجع الى التجارة الشرقية التي كانت تقوم بها عائلة السماوي.
- دار بودبوس التي تقع بنهج مكة، وهي انموذج هندسي تقليدي شائع اذ تتركب من سقيفة تؤدي الى رواق (برطال) ومنه الى صحن تحيط به ثلاث غرف تقابل اكبرها الرواق ولها تثليثة تلعب دور بيت الاستقبال. للدار علي محدود المساحة يطل على الوسطية من خلال دربوز خشبي يعلو البرطال.
- دار الرقيق التي تقع بنهج القاضي وتمتاز بسقيفتها المعقوفة التي تودي الى رواق (برطال) ذو جناحين متوازيين، موضوع على اعمدة واقواس وتفتح بداخله غرفه للسكن، وتمتاز دار الرقيق بدهاليزها التي تمتد تحت غرف السكنى الثلاث المحيطة بالصحن. وللدار علي يطل وسط الدار من دربوز خشبي مزخرف.
- دار بوشعالة تقع بنهج القصر وهي نموذج للمنازل الصغيرة بالمدينة تقتصر على غرفتين للسكن وعلو صغير المساحة يعلو البرطال. ما يميز هذه الدار هي واجهتها الحفصية النمط تتكون من مدخل يعلوه قوس خزفي مطموس.
- دار الرقيق و “دار العذار” و”دار بوزيد” و”دار الفوراتي”.
- دار الجلولي وهي متحف العادات والتقاليد.
كانت توجد في مدينة صفاقس العديد من الفنادق والتي نجدها متجمعة داخل المدينة وعلى مقربة من باب الجبلي وهي مرتبطة اساسا بالحركة التجارية. لكن لم يبق من هذه الفنادق اليوم الا فندق الحدادين الذي أسس في العصر الحفصي وجدد في القرن الثامن عشر واخذ اسم السوق الذي يقع فيه “فندق الحدادين” وهو على مقربة من الباب الجبلي. وهو يشتمل على سقيفة واسعة تودي الى ساحة فسيحة تحيط بها مخازن البضاعة تعلوها غرف لسكنى التجار والرحالة. وهو يمثل الشاهد الوحيد على المعالم المرتبطة بتجارة القوافل اذ هو يستعمل كالخان الذي يستقبل التجار الاجاني بدوابهم وسلعهم. وقد جدد ورمم في مرات عدة ووقع اخلائه تماما من اشغال الحدادة فاصبح اليوم فضاء ثقافي لتجميع ذاكرة صفاقس.
اشتهرت صفاقس منذ بداياتها بتنوع المهن التقليدية. كمهنة الغزل والنسيج والتي تعتبر من اقدم الصناعات، فقد ذكر البكري في مؤلفه المسالك وياقوت الحموي في معجم البلدان الي صناعة النسيج وجودته قائلا “عمل اهلها القصارة والكمادة مثل اهل الاسكندرية وأجود”. وقد اشتهرت بالنسيج الكلوكي الذي يستخرج صوفـه من البحر كما ذكر التيجاني قائلا “…ويوجد بها صوف البحر فيوجد منه الاخضر، وقيل ا ن اهله كانوا يستعملون منه الثياب…”. كما عرف القطن والكتان الذي كان الصفاقسية انذاك يستوردونه من مصر حيث كانت النسوة تغزلنه في منازلهن بأنوال خشبية. من اشهر الملابس والاغطية الصوفية الكدرون والبرنس والحرام والبطانية والفرارش والعبانة والفريجي والفوطة والجبة التي وصفها الرحالة الانقليزي راي “ورحنا نراقب البعض وهم يغزلون الحري ويصنعون منه الجبة المعروفة في الاقاليم البربرية، واعتقد ان اصلها من صفاقس وهي تشبه العباءة المصرية ولكنها مفتوحة عند الصدر فقط وتدور مع الرقبة ومطرزة بالحرير”. الى جانب المنسوجات الصوفية انتشرت صناعة الجلد خاصة البلغة الصفاقسية وكانت تباع خاصة بالشرق كما حدثنا الرحالة راي قائلا “ومنتجاتها الرئيسية هي الملابس الصوفية والاغطية والبرانس … تصدر كميات كبير منها الى الاسكندرية وبعض المواني الشرقية الاخرى. ويصنعون ايظا فوطات الوجه والغطاء الذي تستعمله نساء المغرب واليهود، والاحذية الصفراء، ذات الصبغة الجيدة”.
اما الصناعات الاخرى كصناعة الغرابيل والخشب، والالات الفلاحية والاواني المنزلية من النحاس والحدادة والنجارة والصياغة والصباغة فنجدها الي اليوم لا تزال تحافظ علي حركيتها وطابعها التقليدي للمدينة العتيقة، فهي تتوزع في كل مكان من المدينة العتيقة وتاخذ مكانها في الدكاكين والدهاليز بعض المنازل وفوق اسطح الدكاكين.
مجموعة من الادوات تعرف بمهنة الحدادة والنجارة وتبين مدى اتقان هذه المهنة عند الصفاقسية، أقفلة ومفاتيح ومطارق وصفائح ومسامير وحروجات المجمعة من الابواب والنوافذمختلف معالم مدينة صفاقس نجدها معروضة في متحف العمارة التقليدية بالقصبة.
يقع متحف الفنون والتقاليد الشعبية في دار الجلولي احدى اهم المعالم التاريخية في مدينة صفاقس. بنيت في القرن السابع عشر ولم تطرا عليها تغييرات تذكر لذلك هي تعتبر مثالا لفن البناء التقليدي الصفاقسي. كانت على ملك آل الجلولي، عائلة ارستقراطية من اصل أندلسي، اشتهرت بممارسة التجارة نال العديد من افرادها مهام القيادة والخلافة بالجهة أيام الدولة الحسينية (القرن الثامن عشر). خلال القرن العشرين افلست عائلة الجلولي بسبب الديون المتخلدة بذمتها لفائدة بعض يهود الجهة، مما اضطرها إلى بيع أجزاء من الدار إلى عائلة النوري سنة 1934م. وبعد الاستقلال تم انتزاعها وتحويلها إلى متحف للفنون والتقاليد. ندخل للدار عبر صحن مربع فسيح ذو رواق يحتل الجهة الشمالية، وقد بنيت جدرانه وأقواسه من حجارة الكذال المستوردة وغطيت جدرانه بمربعات جليز القلالين المجلوب من تونس العاصمة.
يتكون المنزل من عدة غرف تعرض كل واحدة نماذج من حياة مدينة صفاقس التقليدية خاصة داخل الأسرة. فنجد غرف النوم، والاستقبال، بيت المِونة، المطبخ ، وبيت الأكل. أما الطابق العلوي فنـجد فيه بيوت النوم تفتح على رواق يطل على الوسطية من خلال دربوز خشبي. وقد هيات هذه الغرف لتصبح قاعات عرض تتماشي مع وظيفتها الاصلية بالاساس لعرض العديد من المجموعات التقليدية التي تعرف بالحياة الاجتماعية للصفاقسية بمختلف مجالاتها.
وفي هذه القاعات، وخاصة قاعات الطابق السفليّ، بعضها حافظ على محتوياته الاصلية والبعض أعيد فيها تشكيل مشاهد من الحياة اليومية، المطبوعة بطابع الثنائية الحضريّة – الريفيّة، حيث أنّ سكّانها يقضّون جانبا كبيرا من السنة في أجنّتهم (مفردها جنان) وقد كانت إلى عهد قريب تحيط بالمدينة. يتميز المتحف بثراء معروضاته التي جمعت العديد من القطع التي تصور حفلات العرس الصفاقسي واللباس والحلي والأسلحة والخشب المزخرف والرسوم البلورية، التي تصور مختلف الفنون والحرف التي كانت رائجة في المدينة.
يتحلى المنزل الصفاقسي بالاخشاب النحوتة والمخروطة والملونة التي تستعمل في واجهات اسرة النوم وواجهات المقاصر واسقف الغرف وصناديق حفظ الملابس ومرافع البلور الزخرفي. وكان للدهانين براعة يدوية فائقة وحذق كبير في اعداد الالوان وتنسيقها وتنويع الاشكال الهندسية والزهرية التي تحاكي الاس والورد والقرنفل هذه الازهار التي كانت بساتين صفاقس تنتجها. كما كانت تلون وتخزخرف المعلقات البلورية تحتوى على ايات قرانية وادعية واحاديث نبوية ونجد كذلك صور الاساطير الشعبية كقصة سيدنا علي وراس الغول وبراق الرسول وسفينة اهل الكهف والعيساوية وكانت هذة اللوحات والمعلقات تحلي دكاكين الحلقين وغرف الجلوس خاصة وقد كانت لها وظائف وقائية عند الصفاقسية بفضل ما تحمله من ايات وادعية.
انعكاسا لما عرفته صفاقس من ثراء تجاري وتطور للمهن التقليدية وانفتاحها على البادية فقد عرف المطبخ الصفاقسي تنوعا تعكسه المواد والادوات التي تبينها مختلف القطع المعروضة في قاعة المطبخ بالمتحف.
يقع متحف العمارة التقليدية في رباط القصبة وهو عبارة على فضاء مفتوح نجد في ساحته معروضات لمختلف انماط العمارة التقليدية بصفاقس من خلال السقوف والبلاطات والعقود والاروقة ومواد البناء التي كانت تستعمل في تشييد المنازل التقليدية بالمدينة العتيقة منذ القرن السابع عشر. وهذه النماذج عبارة على نسخ او قطع مواد بناء واجزاء من الاسقف والبلاطات. يشتمل المتحف على عدّة أجزاء:
- فناء كبير يربط كلّ مكوّناته
- رواق لمختلف تقنيات البناء وأدوات
- نموذج مقطعي لجزء من السور
- برجان
- الجامع العلوي الذي أصبح يحتوي معرضا للمنشآت الدّينية في المدينة العتيقة
- الجامع السفلي وصهريج الماء وباب الغدر
- معرض للأبراج التقليدية المنتشرة بضواحي المدينة العتيقة
- معرض للمنشآت العمومية في المدينة العتيقة
- معرض للأقفال والمفاتيح والحروجات الحديدية
البـبليوغرافيــا:
ابن ابي الضياف أحمد ، اتحاف اهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان، 8 اجزاء.
ابن حوقل ابو القاسم محمد بن علي، كتاب صورة الارض، بيروت.
ابن عبد العزيز حمودة، الكتاب الباشي، الجزء الاول ، الدار التونسية للنشر سنة 1970.
الادريسي الشريف، نزهة المشتاق.
البكري ابو عبيد عبد الله ، كتاب المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب، المسالك والممالك.
التجاني ابو محمد عبد الله، رحلة التجاني، تونس 1958
الحموي ياقوت، معجم البلدان، دار صادر، 1957.
الحميري محمد بن عبد المنعم، كتاب روض المعطار في خبر الاقطار، مكتبة لبنان 1975.
راي ادوارد، المغرب العربي في القرن التاسع عشر ، 1877، ترجمة مصطفى محمد جودت.
الزواري(علي)، صفاقس، سلسلة مدن العالم العربي، دار الجنوب للنشر، 1980 تونس.
عبد الكافي أبو بكر ، تاريخ صفاقس، الجزء الأوّل – الحياة العمرانيّة – 5 سبتمبر 1966.
مقديش (محمود ) 1988 : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ و الأخبار ، تحقيق علي الزواري ومحمد محفوظ ، المجلد الأول والثاني ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، المجلد الأول 635 ص و المجلد الثاني 604 ص.
عبدالكافي أبوبكر، تاريخ صفاقس، تراجم وأعلام (جـ 3) – التعاضدية العمالية للطباعة والنشر – صفاقس 1980.
Dominique Mataillet, « D’où vient le nom de Sfax ? », Jeune Afrque, 10 juin 2007
Thomas Shaw, «Observations géographiques sur le royaume de Tunis», Voyages de M. Shaw dans plusieurs provinces de la Barbarie et du Levant, éd. Jean Neaume, La Haye, 1743, IV, p. 249
C. Azri, Contribution des sources mobiles et fixes à la pollution atmosphérique dans la région de Sfax (Tunisie), éd. Faculté des sciences de Tunis, Tunis, 2000, p. 239
Directinfo, « La ville de Sfax désignée « capitale de la culture arabe 2016 » », 4 avril 2014
Habib Dlala, « L’aménagement du Grand Sfax. Enjeux, jeu des acteurs et projet de ville », Cahiers de la Méditerranée, no 51, tome 2, 1995, pp. 113-143 (colloque sur le thème des villes intermédiaires .tenu du 16 au 18 novembre 1994 à Grasse)
Mohamed Fakhfakh, Sfax et sa région, éd. Université de Tunis, Tunis, 1986
Arno Heinz, Sauvegarde et mise en valeur de la Médina de Sfax, éd. Unesco, Paris, 1981
Maher Kamoun, Sfax, d’hier et d’aujourd’hui, éd. Altaïr Éditions, Écully, 2010
Mohamed Masmoudi, Sfax, éd. Sud Éditions, Tunis, 1980
J. Despois, la Tunisie orientale. Sahel et basse steppe, Paris, 1955, p.53
H. Seithom / A. Kassab , « les regions géographiques de sfax », Tunis, 1981
J. poncet, « un milieu menace : les jardins de Sfax » ; dans l’Homme et son milieu naturel au maghreb, Paris, 1979, p.107
Lieutenant Femeliaux, « Note sur quatre installations hydrauliques du pays de Sfax : AïnLallaMezzouna, barrage de henchirchabouni, henchirthina (ancienne thenae), henchirGraiba », dans P.Gauckler, op.cit., t.III, 1899, p.255-260.
E. Babelon, R.Cagnat, Atlas archéologique de la Tunisie, carte de Sfax au 1/50000e dressée en 1893
Abdessalem (A), « les historiens tunisiens des XVII e XVIII et XIX esiécles » Paris
L’Africain (léon), « descriptions de l’Afrique », nouvelles traduis par Paul Epaulard, Paris, 1956, 2 volumes
Ayadi (T), « Les structures de la propriété foncière à Sfax vers les milieu du XIX e siècle » polycopie 1970
Brunschvig (R), « la berbrie orientale sous les hafsides », 2 volumes, paris 1947
Despois (J), « La tunisie orientale, Sahel et basse steppe », 1955
Fakhfakh (M, « Sfax et sa région », 2 Volumes polycopiés 1975 (thèse de doctor
Golvin (L.), « Essai sur l’Architecture religieuse musulmane », Paris 1974
Guérin, « Voyage archéologique dans la Régence de Tunis », Plon Paris 1862, 2 volumes
Julien (Ch.A.), « Histoire de l’Afrique du Nord », Paris, 1931
Lallemand (Ch.), « La Tunisie, pays de Protectorat français », 1892
Marçais (G.), « les origines de la maison nord africaines », cahiers des Arts et Techniques N°7 Tunis, 1974
Marçais (G.) et Golvin (L.), « la Grande Mosquée de Sfax
Masmoudi (M.), « l’habitation traditionnelle dans la banlieue de sfax », Cahiers des Arts et traditions populaires n°1, Tunis, 1968 « Peintures sous-verres de Tunisie »- Cérés productions, Tunis 1972
Louis (A), « les Iles Kerkna », 2 volumes, Tunis 1961 et 1963
Marmol, « l’Afrique », Paris 1
Pellegrin (A), « Sur l’étymologie de Sfax », IBLA N°38, 2e trimestre 1974
René Cagnat, Musée archéologiques de l’Afrique de Nord [Musées et collections archéologiques de l’Algérie et de la Tunisie] [compte rendu], Journal des savants Année 1919 Volume 17 Numéro 1 pp. 18-29
Yacoub (M), « guide du musée archéologique de Sfax » Tunis 1966
Zouari (A), Histoire de la famille nouri de Sfax », polycopié
Zouari (A), « les relations commerciales entre sfax et le Levant » , policopié
Share this content:
Leave a Reply