مقال للباحثة بالمعهد الوطني للتراث هاجر الكريمي
انتهت الحملة الأولى للكشف عن مقبرة قديمة بمدينة سوسة في محيط الموقع المرتب “الدواميس” الرومانية (فيفري – مارس 2021) . تم هذا الاكتشاف عن طريق حفرية إنقاذ تحت إشراف الباحثة هاجر كريمي مديرة قسم الجرد ودراسة الحضارات القديمة صلب دائرة المسح الأثري العام والبحوث بالمعهد الوطني للتراث. شارك في الحفرية محافظة التراث بالتفقدية الجهوية للتراث بالساحل وطالبة ماجستير2 السيدة مروى زغيدة ، السيد كمال بالصغير مسير أشغال بالتفقدية الجهوية للتراث بالساحل، الآنسة خديجة العريبي طالبة ماجستير2، الآنسة سحر بالصغير طالبة ماجستير2، السائق فريد الونيسي ومجموعة من طالبات المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة في إطار تربص نهاية السنة اختصاص “محافظة وترميم” للممتلكات الثقافية.
تم الكشف خلال حفرية الإنقاذ على حقبتين تاريخيتين متتاليتين ومتقاربتين : حقبة ما قبل الحقبة الرومانية الإمبراطورية والحقبة الرومانية الإمبراطورية. في انتظار نتائج دراسة اللقى الأثرية والتحليل المخبري لبعض المواد، كذلك، في انتظار استئناف الحفريات وتوسعة مجالها، يمكن التأكيد على أن هذا الاكتشاف يعتبر فريدا من الناحية الأثرية والتاريخية كما يعتبر اثراء لمعرفتنا بتاريخ المدينة في الفترات القديمة. إن مدينة سوسة التي لم تشهد حفريات ودراسات ميدانية مكثفة منذ ما يزيد العقدين بدأت تنفض الغبار عن تاريخها خلال السنوات الأخيرة. رغم ضيق المساحة التي تمت بها الحفريات، قام الفريق بالكشف عن عدد (10) عشرة قبور في حالة جيدة بعضها محفور في الصخر وبعضها مشيد، إلى جانب لقى أثرية هامة ( قناديل رومانية، تماثيل وأجزاء تماثيل صغيرة الحجم، عملات قديمة، جرار وأواني فخارية، أجزاء من نقائش لاتينية…). كما تمكن الفريق من الكشف عن معالم مشيدة لم يقع تحديد وظيفتها بعد.
شارك في تأطير الأعمال الميدانية الأستاذ أحمد بوجرة المختص في علم الجيومورفولوجيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة، الذي كان له الفضل في كشف وتحليل بعض الإشكاليات التي اعترضتنا على مستوى دراسة طبقات الأرض و الطبقات الأثرية. كما نشكر الأستاذ أحمد الباهي، أستاذ التاريخ والآثار الإسلامية بجامعة القيروان الذي ساعدنا على فهم معطيات هامة عن الموقع في الفترات الوسيطة والحديثة نظرا لأنها كانت حاضرة ضمن اكتشافاتنا. أتقدم لهما بالشكر الجزيل على الاهتمام وتخصيص وقت للمشاركة في إطار تكامل الاختصاصات.
سيكون الهدف الرئيسي لاستئناف هذه الحفرية هو رسم حدود هذا الفضاء الجنائزي من الناحية الجغرافية والزمنية، (ما لا يقل عن فترتين تاريخيتين مختلفتين) وتحليل الطقوس الجنائزية الخاصة بكل حقبة. سنهتم أيضا بتحديد العلاقة بين فضاء الدفن الجديد وباقي فضاءات الدفن المجاورة من خلال دراسة الطبقات الستراتيغرافية و الوصف العام للسياق الجيولوجي والطوبوغرافي والتسلسل الزمني للموقع وبيئته الأثرية.
صور من الموقع
مقالات أخرى
اكتشافات أثرية بمدينة الجم ومحيطها الأثري والتاريخي(2018 – 2020)
Share this content:
Leave a Reply