مقال للباحثة بالمعهد الوطني للتراث هاجر الكريمي
حفرية الانقاذ بالمقبرة الرومانية بحي بوحسينة، الحملة 2
تواصلت حفرية الإنقاذ بالمقبرة الرومانية “بحي بوحسينة” في حملتها الثانية تحت اشراف السيدة هاجر كريمي مكلفة بالبحوث الأثرية والتاريخية، مديرة قسم الجرد ودراسة الحضارات القديمة بمشاركة فريق متنوع الاختصاصات متكون من: السيدة مروى زغيدة محافظ تراث مستشار، السيدة ايمان دبابي متصرف، خديجة العريبي طالبة ماجيستير، سحر الصغير طالبة ماجيستير، السيد رمزي قرمازي طالب دكتوراه، رأفت مسلمي طالب ماجستير، اميمة زيد طالبة ماجيستير، إيناس مرزوق طالبة ماجيستير إلى جانب مجموعة من طلبة المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة في إطار التربص السنوي قبل التخرج.
امتدت الحملة الثانية على مدى شهرين (جوان – جويلية 2021) واصل خلالها فريق العمل التنقيب وإنقاذ المعالم الأثرية المكونة لمقبرة رومانية يعود تاريخ استغلالها للقرن الأول ميلادي ليتواصل إلى بداية القرن الثالث حسب ما أفصحت عنه اللقى الفخارية والنقدية المختلفة. وقد أكدت الحملة الثانية أهمية ما تم اكتشافه خلال الحملة الأولى من معطيات أثرية، تاريخية وأنتروبولوجية تميزت بها مقبرة سوسة الرومانية. وقد وفق الفريق في الكشف عن العشرات من القبور المنقورة في أعلى الهضبة، وهي قبور أطفال في مجملها ما بين سن الرضع وسن المراهقة. عدد كبير من الأجسام كانت مغمورة بمادة الجبس السائل عند الدفن وقد كشفنا عن الهياكل في شكل قوالب محفوظة لكن هشة وهي إحدى الطقوس الجنائزية التي كانت تمارس في القديم. كما اكتشفنا في بعض القبور رمادا ناتجا عن حرق الأجسام كطريقة دفن معهودة لدى الرومان إلى جانب طريقة الدفن داخل الجرار الكبيرة. أما اللقى الأثرية، رغم ندرتها فهي ذات أهمية تاريخية وأثرية كبرى مثل القناديل والنقود وأجزاء تماثيل طينية وأدوات الحياة اليومية التي كانت تصاحب الموتى. تعتبر المقبرة الرومانية المخصصة للأطفال اكتشافا هاما بالنسبة لمدينة سوسة التي تفتقر الى هذا النوع من المعالم والمواقع نظرا لأنه يساهم في اثراء تاريخ سوسة الاجتماعي والأنتروبولوجي. في ماعدا الدواميس الرومانية المسيحية وبعض الإشارات إلى وجود مقابر قديمة، تعتبر مقبرة بوحسينة أول مقبرة توثق وتؤرخ لهذه الفترة المبكرة أي القرن الأول والثاني ميلادي.
حفرية الإنقاذ بسوسة مثلت ورشة مفتوحة لتدريب الطلبة على تقنيات الحفرية الأثرية، على تقنيات جرد وتوثيق والمحافظة على اللقى الأثرية لحظة اكتشافها على عين المكان. كما مثلت فرصة لبعض المشاركين للتمكن من اكتساب الخبرة في معالجة المعطيات الأنتروبولوجية والتعامل مع الهياكل العظمية خلال الحفرية. وقد أشرفت الأستاذة نبيهة عبد الجواد وفريقها المختص على ورشة انقاذ الهياكل العظمية.
مقال ذو صلة : سوسة تنفض الغبار عن تاريخها
Share this content:
Leave a Reply