الباحث بالمعهد الوطني للتراث، سامي بن طاهر
حفرية بموقع هنشير بورقو الأثري (جربة)
في إطار الأنشطة العلمية للمعهد الوطني للتراث تم انجاز حفرية بموقع هنشير بورقو الأثري (جربة) في قلب النسيج العمراني القديم خلال شهري جوان و جويلية 2023. و لقد كشفت هذه التنقيبات عن بقايا مسكن كبير شيد في عهد أغسطس تمت إعادة تهيئته في الفترة الفلاوية قبل أن يهجر بصفة نهائية فيما بين أواخر القرن الثاني و بداية القرن الثالث بعد الميلاد·
و يتميز هذا المسكن بأرضياته الفسيفسائية المستوحاة من النمط البوني و هو ما يمكن تفسيره بثراء المالك العقاري لهذا المبنى و باستمرارية الثقافة القرطاجية إبان العصر الروماني.
و لقد مكننا السبر الأثري الذي أجريناه في الجهة الجنوبية الغربية للمنزل من الحصول على مقطع ستراتيغرافي يتجاوز عمقه الخمسة أمتار. تم الوقوف من خلال هذا السبر على أهم المراحل التي مر بها الاستقرار البشري في هذا المكان ابتداء من الحقبة العتيقة و هو ما يؤكد نتائج البحوث التي تم نشرها سابقا في إطار مشروع البحث التونسي الألماني بين المعهد الوطني للتراث من جهة الذي يمثله السيد سامي بن طاهر و المعهد الألماني للآثار من جهة أخرى الذي يمثله السيد فيليب فون رومال.
و يعود الفضل في نجاح هذه الحفرية إلى العمل الجماعي الذي شارك فيه ثلة من محافظي التراث بحماسة شديدة و من بين هؤلاء نذكر الزميل زياد مسلم الذي كانت له مساهمة هامة على الميدان و الزميلات حسنة بن حدادة و ريم جراد و إيمان العسكري و فتحية الوريمي·
كما لا نغفل أن نشكر الطالب رياض بن إبراهيم لعمله الدقيق و رحومة عبد الجليل لتفانيه و كافة العملة لمثابرتهم.
بحوث أثرية بموقع مينتكس الأثري (جربة)
لقد مكنتنا البحوث الأثرية التي أجريت في موقع مينتكس الأثري (جربة) طيلة الفترة الممتدة بين 8 سبتمبر و 13 أكتوبر 2023 في إطار اتفاقية شراكة ممضاة بين المعهد الوطني للتراث ممثلا في السيد سامي بن طاهر بصفته أستاذ بحوث و معهد الدراسات الكلاسيكية الذي يديره الأستاذ ستيفان ريتر من الوقوف على نتائج مهمة تتعلق بالطوبوغرافيا العمرانية لهذه المدينة الساحلية.
و في هذا الإطار يجدر الحديث عما أسفرت عنه الأسبار الأثرية الأربعة التي أجريت في محيط الساحة العمومية تحت عدد من المعالم الرومانية و المتمثلة في معبد و مسكن و حمامات· و من أهم ما كشفت عنه هذه البحوث الميدانية نذكر بقايا جدران و أرضيات جيرية و أخرى فسيفسائية بالإضافة إلى آثار أنشطة حرفية.
و بفضل هذا التنقيبات أصبحت صورة النواة البونية القديمة أكثر وضوحا إذ أدركنا تبعا لعدد من المؤشرات مدى توسعها من الناحية الشمالية حيث وقفنا على حدودها.
هذا و قد أبرزت دراسة الفخار القديم مدى انخراط مدينة ميننكس في الشبكات التجارية بعيدة المدى في الفترة البونية من ناحية و مدى ثرائها من ناحية أخرى.
صورلحكيم قرقني
|
|
![]() |
Share this content:
Leave a Reply